لا نستغرب مثل هذا التصرّف, فمحمد قد عمد على غسل أدمغة المسلمين بأحاديث كثيرة تحثّهم على أن يحبوه أكثر من أنفسهم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده).
النخامة هي مادة تتكون من المخاط وتخرج من المجاري التنفسية، وقد تحتوي على لعاب، فما هي فائدتها الطبية كي يتباركوا بها؟
1- محمد يقول أن تعاقب الفصول بسبب ((تنفس جهنم)) العلم يقول: تحدث الفصول الأربعة نتيجة ميل محور الأرض بدرجة معينة أثناء دورانها حول الشمس في مدار بيضاوي خلال السنة
2- محمد كان يعتقدإن صوت الرعد هو بفعل أحد الملائكة مع تطور العلم، أصبح معلوماً أن الرعد ما هو إلا الصوت الناتج من البرق، والبرق ينتج من تصادم غيمتين، أحدهما ذات شحنة موجبة والأخرى سالبة
عندما يقوم شخص ما بالدفاع عن الدين عن طريق العلم، تكون النتيجة كارثية. هناك الكثير من المناظرات بين علماء متدينين وعلماء ملحدين، مثلاً مناظرة لورنس كراوس Lawrence Krauss ومايكل شيرمر Michael Shermer ضد Dinesh D’Sousa و Ian Hutchinson والذي هو عالم فيزياء نووية، وستجد دوماً أن العالم المتدين لا يحاول أن يستخدم قصص الإعجاز العلمي ويقول أن الدين يتكلم في العلم، بل يكتفي بالقول “قضية الإله قضية مستقلة عن العلم” ويدافع بشكل غير مباشر عن الدين، وطبعاً هنا نحن نتحدث عن علماء حقيقيين يفهمون العلم والمنهج العلمي ولهم مئات الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية مرموقة لاكتشافات حديثة تساهم في تطوير العلم.
ما هو المختلف اليوم؟
في قصة اليوم نجد شخص يدعي العلم من المسلمين، لكن لأن هذا الشخص في الحقيقة جاهل ولا يفقه أي شيء في العلم أو الأسلوب العلمي أو المقالات العلمية peer reviewed على الإطلاق، ستجد أن عنده تصديق أعمى للإعجاز العلمي، مما أدّى إلى كارثة حقيقية كشفت أن هذا الشخص حتى لا يتقن اللغة الإنجليزية، وهو نفس الحال مع كل مدّعي العلم الذين صرعونا بفيديوهات غبية مثل هيثم طلعت، الذي يدعي أنه دكتور، وقد تمّت بهدلته وكشف أن كل ما يدعيه في مناظراته كذب في مناظرته مع شخص يسمي نفسه ملحد مغربي، وستجد في هذه المناظرة أن السبب الرئيسي لجهل هيثم هو أنه شخص لا يفقه شيئاً باللغة الإنجليزية، وستجد نفس الشيء حدث مع شخص يسمي نفسه صلحد ويدعي أنه يفهم الفيزياء، وقد فضحته أنا بنفسي سابقاً وأظهرت أنه لا يفقه ما يكتب في مقالة أخرى، وكانت النتيجة أنه اختفى بعدها من الفيس بوك ووسائل التواصيل الاجتماعي، ونفس الشيء اليوم مع المتخلف الذي يسمي نفسه “سامي العنية”.
طبعاً هذه المقالة مكتوبة خصيصاً للمطبلين والمزمرين لهذه الأشكال، كي تعرفوا أن دفاعكم عنهم غير مبني على الدليل أو مبني على كونهم فعلاً مثقفين، بل هي فقط لإيجاد مبررات لإيمانكم الأعمى.
ما الذي حدث؟
كانت هناك مناظرة قائمة بين هذا الشخص وملحدة تسمى “إيسينا” عن موضوع “الجبال أوتاد”. طبعاً نحن نعرف تماماً أن قصة الجبال أوتاد ليست أكثر معلومات تتوافق مع القرن السابع، حيث كانت نظرة الناس للأرض على أنها سجادة، وجاء محمد ليقول أن الجبال تثبتها، وآيات القرآن تؤكد على هذا المنظور، حيث يقول القرآن في سورة النحل آية 15: “وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون”، وذلك يؤكد نظرة محمد إلى الأرض على أنها سجادة مثبتة.
طبعاً أسلوب المناظرة الرئيسي للمسلمين يعتمد على الاعتماد اليائس على كلمة قد تكون ترجمتها في مصلحتهم أو صورة أو معلومة، فهم لا ينظرون إلى النظرية العلمية بشكل كامل، بل يكتفون بكلمة في صالحهم ويقولون إعجاز، وبذلك ما قامت به إيسينا هو خلق مرجع مزور فيه كلمة “peg” والتي تعني وتد، وفي نفس الجملة ذكر لملابس داخلية وكلام فارغ ليس له علاقة بالموضوع، ووضعته باسم كتاب مشهور، وقامت بعمل حساب وهمي كشخص مسلم باسم (عبد الصمد) وقامت من خلاله بتزويد أبو نسمة برابط إعتقد إنه سيدعمه أثناء إحدى المناظرات حول ما إذا كانت الجبال كالأوتاد.
ما لم يكن في حسبان أبو نسمة، إن هذا الرابط ما هو إلا طعم يثبت مدى جهله وغبائه، حيث يحوي على شتيمة له لم يقرأها هو، وبكل غباء نقل نفس الكلام واعتبره “دليل علمي”… والأحرى أن نقول أنه لا يفهم الإنجليزية ليفهم تلك الجملة ومع ذلك يدعي العلم. نترككم مع الصور التي توثّق ما حدث.
التجهيز لصفحة وهمية في أحد كتب الجيولوجي تحمل شتيمة لأبو نسمة
عمل صورة لصفحة وهمية على الويب كي تبدو وكأنها أحدى صفحات الكتاب
هنا تم إعطاء أبو نسمة صورة عن الموقع الوهمي كي يستعملها كدليل يدعمه في مناظرته
أبو نسمة يستعمل الصورة كدليل يدعمه
يفرح بإستعماله وهو لم يقرأ أي كلمة منه
يكرر إستعماله
تم صدمه بالحقيقة بإن هذا الحساب وهمي وهو تابع لإحدى الملحدات
محاولات يائسة
كما قال غوبلز Göbbels مسؤول الحملة الإعلانية النازية في ألمانيا: “اكذب الكذبة، وكررها ثم كررها ثم كررها ثم كررها وسيصدقها الناس”، وهذا بالضبط ما حدث، فبعدما حدثت هذه الفضيحة، بدأ الكذب وادعى سامي أن هذه المحادثة فيها من التزوير والتشكيك والهكر والكلام الفاضي على أمل أن يصدقه الناس، وكي نزيل هذه الشكوك، قامت زميلتنا إيسينا بتسجيل فيديو من جهازها الخاص فيه كل المحادثة من حساب الفيس بوك الوهمي مع كل الأدلة المتعلقة بالموضوع.
النتيجة
النتيجة هي بكل بساطة: العلم يكذب الدين! كلما حاول مهرج إسلامي أن يتكلم باسم العلم، عمل فضيحة لنفسه. هذه نتيجة الإيمان الأعمى! هذه نتيجة أخذ كلام مطلسم من كتاب تاريخي لا قيمة له وتفسيرها على مزاجنا فقط لإرضاء غرورنا.
ربما تستغرب هذه الثقة الزائدة عند أبو نسمة وغيره… لكن هذا مفهوم تماماً، فهناك إحصائية علمية تثبت أن الثقة بالنفس تتناسب طرداً مع الغباء… فكلما كان الشخص أغبى، كلما كان واثقاً بنفسه أكثر وأكثر، فهو لا يدرس كل الاحتمالات الممكنة ولا يدرس إمكانية كونه على خطأ، ويقيّم نفسه أكثر مما يستحق، ولذلك هناك مقولة مشهورة في الوسط العلمي: “كيف ستعرف أنك غبي إن لم تكن ذكياً بما يكفي لتدرك ذلك؟”. هذا هو ما يسمى مفعول دانينغ-كروغر Dunning–Kruger effect.
هناك فهم خاطئ لمعنى “البلاغة” في الشارع العربي، فعندما تسأل شخص عن البلاغة فتتنوع الإجابات بين “كلام جميل” وبين “يستخدم كلمات قوية” وبين “فصيح” وغيرها (وطبعاً اسأل عندها ما معنى فصيح ولن تحصل على جواب محدد)، ولن تجد تعريف واضح لهذا المصطلح بل ولن تجد أحداً من الشارع قادراً على تقييم فيما إذا كان نص ما بليغ أو غير بليغ بناءً على معايير موضوعية.
ولتتأكد من هذا الكلام، اسأل أي شخص في الشارع: لماذا القرآن بليغ؟ واستمع إلى الأجوبة وحاول أن لا تضحك… لأنك ستحصل على أجوبة كوميدية وغير علمية أبداً… وستكون النتيجة “القرآن بليغ لأنه من عند الله”… وطبعاً لو ربطت هذه القضية بسبب كون القرآن من عند الله فسيقولون لك أنه من عند الله “لأنه معجزة بالبلاغة والفصاحة”، أي بالآخر صار منطق دائري… هو بليغ لأنه من عند الله وهو من عند الله لأنه بليغ… مهزلة حقيقية!
هذا الفهم الخاطئ مصدره الأساسي والرئيسي هو زراعة فكرة معينة في عقول الناس، وهي فكرة أن “القرآن بليغ” وتقديسها (منع نقدها ومعاقبة ناقدها)، وهذا الانجراف في المعنى لم يحدث بشكل فوري بل حدث بشكل متدرج عبر التاريخ ولذلك نجد الشعراء الذين تكلموا عن البلاغة في الماضي وصفوها بشكل صحيح.
ولأن المعنى الحقيقي للبلاغة لا ينطبق على القرآن، فتكون النتيجة أن الناس تخترع 50 تعريف جديد للبلاغة كي تتهرب من إطلاق حكم الركاكة على القرآن.
فما هي البلاغة في اللغة؟
كبداية نقول لكم ما هي البلاغة، فالبلاغة هي بكل اختصار: خير الكلام ما قل ودل
ولو رجعنا إلى تعريف البلاغة في اللغة العربية في القاموس، فبالإضافة للقول أنها الفصاحة، فستجد تعريف هذه الكلمة في لسان العرب:
“ورجل بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه”
أي أنك تصل إلى المعنى الذي ترغبه بكلماتك كأن لسانك مرتبط بمشاعرك.
ولننظر أيضاً إلى أبيات الشعر من صفي الدين الحلّي:
ليسَ البلاغة ُ معنى ً —– فيهِ الكَلامُ يَطُولُ
بل صوغُ معنى ً—– كثيرٍ يحويهِ لفظٌ قليلُ
فالفَضلُ في حُسنِ —– لَفظٍ يَقِلْ فيهِ الفُضولُ
يظنهُ الناسُ سهلاً —- وما إليهِ سبيلُ
والعَيّ مَعنًى قَصيرٌ —– يحويهِ لفظٌ طويلُ
أما الآن بعدما فهمنا ما هي البلاغة نطرح السؤال: هل القرآن كتاب بليغ؟
كي نقول أن كتاب ما بليغ -كما رأينا في تعريف البلاغة- يجب أن تكون فيه المعاني واضحة وقصيرة ولا جدل فيها، فكاتبها صاغ ما يريد أن يقوله بكل وضوح دون أي لبس أو تشويش. فهل أنا بحاجة لذكر كم قراءة هناك للقرآن وكم تفسير وكم تأويل هناك له؟
وجود هذه التفاسير للقرآن تؤكد أنه كتاب غير بليغ، بل هو كتاب طلاسم غير مفهوم يفسّره كل إنسان على مزاجه، ونسبة كبيرة من القرآن قابلة للتأويل (أكثر من 80% منه قابلة للتأويل، ونسبة الآيات المحكّمات لا تتجاوز 20%). فهذا ضد تعريف البلاغة بالضبط. أليس كذلك؟
إذا كنت ستعارضني وتقول أن القرآن بليغ، فأنت أمام حلين:
1- أن تنكر وجود كل هذه التفاسير وتكذب على نفسك وتدعي أن للقرآن تفسير واحد فقط
2- أن تغيّر معنى كلمة “بلاغة” لتناسب ما تظن القرآن عليه، ويمكن أن نجعل معنى كلمة “بلاغة” كرسي أو طاولة أو هيليكوبتر… وعندها قل القرآن فيه بلاغة مع توضيح معنى البلاغة.
مثال لادعاء البلاغة في القرآن… الإنترنت مليء بهذه الصور المضحكة