في العلم واللغة العلمية، لا يوجد شيء اسمه صحيح وخاطئ، بل يوجد ما يسمى دقيق وغير دقيق Accurate و Inaccurate، وعندما تريد أن تقول عن نظرية علمية ما خاطئة فهي لا تكون خاطئة، ولا يوجد أي نظرية علمية على الأرض خاطئة بشكل كامل، لأنها لو كانت خاطئة لما كان اسمها نظرية، لكن هناك ما يسمى عدم دقة، فهي نظرية غير دقيقة في كذا وكذا.
ملاحظة: كل هذا الكلام عن النظرية العلمية وليس النظرية الرياضية.
النظرية العلمية تُعرف قوّتها بمقدار دقتها، وعدم الدقة يفقد النظرية قيمتها في نطاق استخدامها.
مثال على ذلك هو قوانين نيوتن، والتي تستخدمها كل الصناعات على الأرض من سيارات وطائرات وغيره، فكلنا نعرف أن قوانين نيوتن لا تصلح للسرعات الكبيرة التي تقارن بسرعة الضوء، لكن مع ذلك يتم استخدامها في كل شيء، فما هو السبب؟
السبب ببساطة هو أن قوانين نيوتن دقيقة في مجالها استخدامها، ولذلك هي “صحيحة”، وعندما ندخل في مجال السرعات العالية تصبح غير دقيقة و”خاطئة”، فلاحظ أن استخدام كلمات “صحيحة” و “خاطئة” لا تجوز، ويجب أن نقول أن النظرية أو المعلومة دقيقة أو غير دقيقة.
أكثر النظريات في العالم دقة هي نظرية الحقول الكمية Quantum field theory أو QFT، وفي حساب ما يسمى معامل لاندة Lande factor للإلكترون كانت الدقة النسبية في القياس من مرتبة 0.000000000001، وهذه أدق نظرية علمية على وجه الأرض.
وأنا أريد في هذه المناسبة وفي هذا الصدد أن أسأل: أين هي العلوم في القرآآن؟ وما هي الدقة في القرآآن؟
-عندما يقول القرآن أن النحل “يأكل من الثمرات”، فهل هناك أي وجه للدقة في هذا الكلام؟
-عندما يوزع القرآن الميراث فيزيد وينقص المجموع عن الواحد الصحيح فهل هناك أي وجه للدقة في هذا الكلام؟
-عندما يقول القرآن أن ماء الرجل يخرج من ظهره وصدره (الصلب والترائب) فهل هناك أي وجه للدقة في هذا الكلام؟
-عندما يقول أن الجبال “أوتاد” ونحن نعرف تمام المعرفة أن الجبال ليس لها أي علاقة بتثبيت الأرض فهل فأين الدقة في هذا الكلام؟
-عندما يقول أن اللبن يخرج من البطن فأين الدقة في هذا الكلام؟
-عندما يقول أن الأرض خُلقت قبل السماوات، فأين الدقة في هذا الكلام؟
ولاحظ أنك تستطيع أن تؤول وتحرف أي كلام لتقول أنه يطابق ما تريد قوله! تستطيع أخذ أي نظرية غير دقيقة على الإطلاق وتستطيع تأويلها لتقول أنها دقيقة لو فعلنا كذا وكذا وكذا… لكن النظرية ستكون عديمة الفائدة في غير الإطار التي أقيمت من أجله.
فعندما تقول أن هذا القرآن هو كتاب لكل زمان ومكان، أفلم يدرك هذا الإله القدير العليم أن هذه المعلومات ليست دقيقة على الإطلاق وحتى أنها تبدو سخيفة للقارئ في هذا العصر؟
لماذا أنا بحاجة للتأويل والتحريف في هذا الكتاب حتى نرى أي معلومة مفيدة فيه؟
السؤال هو: أنا كرجل علم، كيف سأعتبر من هذا الكتاب وهو غير دقيق على الإطلاق في أي صفة علمية؟ كيف سأقتنع أن خالق الكون العبقري لا يفهم الدقة العلمية؟

