رسالة إلى كل ملحد ومؤمن يطلب منا أن نذهب إلى الصفحات الأخرى إسلامية أو دينية لنقاشهم:
أود أن أنوه أنه ليست مهمتنا في هذه الصفحة على الإطلاق ولا بأي شكل من الأشكال أن نقنع الناس بأن يتركوا الدين الفلاني سواء كان إسلام أو مسيحية أو أي دين آخر، أو الرد على كل إنسان يدعي العلم وهو جاهل.
إذاً ما هو هدف الصفحة؟
الصفحة هدفها:
إيقاظ الناس من كذب الأديان ووضع الأديان على الطاولة للنقد الحر والكامل، وتحفيز النقد العلمي الحاد والمفتوح للوصول إلى مجتمع بنّاء لا يؤمن إلا بأن الإيمان المطلق خطأ، ولا سيما إذا كان المعني هو شخص مؤمن ومغسول الدماغ منذ الطفولة ويؤمن بخرافات الدين التي تقيّد حياته وتفكيره، وسأعطي أمثلة على ذلك:
1- شخص يظن أنه لو قطّع القرآن فستسقط عليه صاعقة من السماء تقتله، فمهمتنا أن نجعله يرى أن تقتطيع القرآن وحرقه بل وأيضاً التبول عليه لن يحرك ساكناً في الكون.
2- شخص يظن أن القرآن فيه إعجاز عددي لا نقاش فيه، مهمتنا أن نفتح له ساحة التفكير والنقاش ونجعله يفتح القرآن ويقوم بالعد بنفسه أو على الأقل أن يبحث في الموضوع بنفسه ليتأكد أن أنه لا يوجد إعجاز وأن الموضوع فيه تلاعب واضح.
3- شخص يظن أن مدونة كحيل أو مدونة زغلول الفشار فيها علم حقيقي، مهمتنا هي جعله يتعلم ما هو العلم الحقيقي ويتعلّم أن كل ما هو في كتب هؤلاء الدجالين ليس له علاقة بالعلم الحقيقي، وأن العلم الحقيقي يصدر من مجلات محددة peer reviewed وليس كل من هب ودب يحق له أن يسمي نفسه عالم، وليس كل من يدعم دينه باسم العلم هو عالم.
4- شخص يظن أن عدم الإيمان بالله يعني عدم وجود تفسير للكون، ومهمتنا هي التنبيه بأن هناك فرق شاسع بين الله والخالق، وأن ادعاء أن الله هو الخالق بحاجة للإثبات، وإثبات أن الفيزياء الحديثة تملك تفسيرات مختلفة لوجود الكون وحتى إن لم تكن مثبتة بشكل نهائي، لكن عدم وجود الخالق الشخصي لا يعني عدم وجود تفسير للكون.
5- شخص يظن أن التطور معناه الإنسان أصله قرد، ومهمتنا هي إشعار هذا الشخص بمدى جهله وتخلّفه لأنه يطلق أحكام على التطور دون حتى أن يفهم معنى التطور ولم يبذل في حياته ساعة واحدة ليقرأ ويتعلم معنى التطور.
6- شخص يظن أن الإسلام أو المسيحية أو أي دين يشجع على العلم، مهمتنا هي طرح الأوراق التاريخية التي تثبت أن الإسلام وكل الأديان حاربت العلم على مر التاريخ، وتحفيز هذا الشخص على البحث في المصادر الإسلامية والدينية الحقيقية، لا في المصادر التي عمرها لا يتجاوز 100 عام وضعها الدجالين بعد أن رأوا فوائد العلم.
7- شخص يظن أن عدم معرفة سبب وجود الكون يبرر الإيمان بوجود الخالق، ومهمتنا هي توضيح الخطأ المنطقي في التفكير بهذه الطريقة، وتوضيح أن هذه الطريقة هي نفس الطريقة التي استخدمها الإغريق ليفسروا البرق والرعد والمطر وحضارات أخرى كثيرة فسّرت كل ما جهلته بالآلهة، والنتيجة كانت مجموعة من الآلهة التي تقبع الآن في المتحف والتي هي ليست أكثر من نكتة في هذا العصر، والتنبيه أن إلاهه هو نكتة للمستقبل لنفس السبب وأن التاريخ يعيد نفسه.
8- شخص يظن أن الإنسان حي بسبب وجود عفريت يطير حوله اسمه “روح”، ومهمتنا هي توضيح أن الروح هي خرافة قديمة وضعها البشر لعجزهم عن فهم سبب الحياة والموت، لكن العلم يعرف الآن أن الحياة هي تناسق في أعضاء الجسم ولا تحتاج إلى العفاريت.
9- شخص يظن أن القرآن أو الإنجيل ليس فيهم أخطاء ويقول بفم مملوء “أتحداك أن تحضر خطأ واحد في القرآن”، مهمتنا هي إظهار أن هناك الكثير والكثير من الأخطاء في القرآن وكل الكتب الدينية على كل المستويات، لكن هو لم يبحث ليرى كمية الأخطاء المريعة في القرآن والإنجيل وغيرهم.
10- شخص يظن أن الرد هو عبارة عن نسخ ولصق من موقع إسلامي، ومهمتنا هي توضيح أنه يجب أن يستخدم عقله للرد مع التدليل على المراجع التي تدعم ادعاءاته العلمية والتاريخية… الخ.
11- شخص يصدق كل شيء يسمعه له أدنى صلة بالعلم فقط لأن له طابع ديني (مثل قصة قوم عاد والهياكل العظمية الكبيرة)، فعلينا توضيح أن الكذب أمر سهل، وأن عليه البحث في المصادر العلمية الحقيقية للتأكد من أي وكل معلومة يراها قبل أن يقول “سبحان الله” مثل الأبله.
12- شخص يقول أن إيمانه صحيح لأن العلماء يدخلون في الإسلام، فعلينا توضيح أن كل هذا الكلام كذب وأنه لا يوجد علماء مسلمون، وكل قصص إسلام العلماء دجل بطريقة أو بأخرى، وعليه التأكد بنفسه من إسلام أي عالم، وعليه أن يعرف أن الغالبية العظمى من علماء العالم ملحدين ولا دينيين (93% منهم ملحدين)، وهناك إثباتات إحصائية على الموضوع، وعليه أن يعرف أن هناك الكثير والكثير من المقالات العلمية التي تثبت وجود ارتباط عكسي بين الذكاء والتدين، أي كلما زاد الذكاء قل التدين عند الناس.
ويمكنني الاستمرار في طرح الأمثلة أكثر وأكثر، لكن أكتفي.
وبعد ذلك لكل إنسان مطلق الحرية في اختيار الدين الذي يشاء، لكن على من يختار الدين أن يعلم أن اختياره غير منطقي لأسباب كثيرة من وجهة نظر العلم والمنطق، وأن إيمانه أمر بحاجة للتبرير أكثر من كون إلحادنا أمر بحاجة للتبرير، فالإلحاد لا يؤمن إلا بما عليه دليل، بينما الدين يؤمن بكل شيء دون دليل.

