سأقوم الآن ببناء نظرية، وسأقول أن النظرية هي أن مجموع أي عددين هو عدد صحيح، (لا كسور فيه) وكي أثبت كلامي سأضع أمثلة لكم:
1.2+2.8=4
0.5+2.5=3
4.01+0.99=5
1+3=4
2+5=7
1.05+0.95=2
ويمكنني أيضاً أن أكتب مليون مثال آخر أن مجموع كل عددين هو عدد صحيح، فهل هذا يثبت صحة “النظرية” التي اخترعتها؟
يقول المبدأ العلمي: مئة مثال صحيح لا تثبت نظرية، بينما مثال واحد خاطئ ينفي نظرية.
فمع أننا نستطيع أن نكتب مليون مثال يثبت صحة “النظرية” التي اخترعتها أنا، فانظر إلى هذا المثال:
1.01+2.5=3.51
وهو عدد غير صحيح! إذاً بذلك تم هدم نظريتي كاملة، وأصبحت صحة هذه النظرية هي حالة خاصة فقط! فلاحظ -عزيزي القارئ- أن مليون مثال صحيح لن يثبت صحة نظريتي بشكل مطلق، وأن مثال واحد خاطئ ينفي النظرية، وهذا يسمى في المبدأ العلمي Falsifiability، وهو القدرة على نفي صحة أي نظرية، فأي نظرية لا يمكن نفيها أبداً لا تعتبر نظرية علمية.
فهل نستطيع تطبيق ذلك على القرآن؟ طبعاً كإنسان يتبع المنهج العلمي تستطيع، لكن كإنسان جاهل لن تستطيع.
الإنسان المثقف: يبحث عن أخطاء القرآن (وطبعاً سيعثر على المئات)، وخطأ واحد فقط يكفيه ليهدم صحة القرآن.
الإنسان الجاهل: يبحث عن أشياء صحيحة في القرآن (وبلا شك هناك معلومات صحيحة في القرآن… حتى كتب ميكي ماوس فيها أشياء صحيحة)، ويترك كل الأخطاء فيه ويدعي الإعجاز فيما هو صحيح مهما كان تافهاً.
ولذلك -عزيزي المسلم- عندما تحاورنا في الصفحة، انظر أولاً في أخطاء القرآن بدلاً من رمي مسخرات الإعجاز علينا، لأنه حتى لو فرضنا أن هناك معلومات صحيحة مجهولة المصدر في القرآن، فخطأ واحد في القرآن ينسف كل الإعجاز فيه ويثبت بشريته.
هذا هو المنهج العلمي! إما أن تتبعه، أو تقول لنا بصراحة أن المنهج العلمي لا يشكل أي أهمية بالنسبة لك، ولا تكذب وتقول أن الإسلام يتبع المنهج العلمي.

